
لقد انتشرت خلال الأعوام الماضية ظاهرة أمراض الحساسية، المسماة بأمراض المباني (SickBuildingSyndrome ) أو أمراض المباني المغلقة ( Tight Building Syndrome ) ، وهي تشير إلى التأثيرات السلبية للهواء الملوث على المستخدمين داخل المباني، إن زيادة استخدام المواد والمنتجات الصناعية التي تطلق غازات ضارة ودقائق صناعية (مثل السجاد الصناعي، والأخشاب المصنعة، ومواد الغراء المستخدمة في المفروشات المنزلية، والمبيدات الحشرية، والمنظفات الكيمائية) تزيد من الاحتياج إلى الاهتمام ببيئة المسكن الداخلية. حيث يلزم التوفيق بين تهوية فراغات المسكن الداخلية طبيعيا ومراعاة ترشيد استهلاك الطاقة اللازمة للتدفئة والتبريد.
وكذلك تعزوه إلى تلوث الهواء الداخلي في تلك المباني الجديدة أو القديمة بالغازات التي تبخرت، أو المواد المتطايرة عن أنواع شتى من المواد المستخدمة في البناء، وخاصة في «تشتطيب» المباني، مثل: دهان الحيطان والأبواب وتمديدات الكهرباء والمياه وغيرها.
وقائمة الأسباب قد تشمل استخدام أنواع من الروائح الصناعية لتعطير الأثاث أو التنظيف وسوء توزيع الضوء، وخاصة نوعية وانتشار الضوء الطبيعي أو الصناعي داخل الحجرات أو في الممرات.
فيجب أن يعمل المسكن كحاجز بين مؤثرات المناخ وأنشطة السكان الداخلية، وأن يستجيب تصميمه لكل من حالة البيئة الخارجية ومتطلبات الراحة الخاصة بالسكان.
كما يجب أن يقوى الاتجاه البيئي الذي يستوعب الطبيعة ويوظف عناصرهامن شمس ورياح وأرض وماء) للحصول على الراحة الحرارية داخل المسكن بالأسلوب الطبيعي. ولكن يلزم لضمان نجاح معادلة التوازن هذه توفير وسائل التحكم والتوجيه المناسبة ليؤدي المبنى دوره خلال الفترات المناخية المختلفة.
إن على المعماريين تصميم مساكن تستفيد إيجابيا من المناخ وتتجنب مشاكله وأضراره. فيجب عليهم تشكيل المبنى، وتصميم فراغاته، واختيار مواد بنائه، بما يتوافق مع المناخ السائد في المنطقة لتأمين التوازن الحراري الذي يوفر الراحة للسكان. حيث يلزم الاستفادة من طرق التشميس المباشر وغير المباشر، مع تجهيز البناء وأجزائه بأدوات تحكم تسمح بسريان الشمس في المبنى، ثم الاحتفاظ بالدفء ما أمكن لصالح الليل في فصل الشتاء. أما في الصيف فيلزم عزل البناء نهارا مع السماح بالتهوية وترطيب هذه التهوية، على أن يتم ليلا الانفتاح الأقصى نحو الخارج ليسهل نفث الحرارة المتكدسة نحو السماء الباردة.
إن إحاطة المسكن ضمن الحديقة المنزلية بمجموعة من الأشجار دائمة الخضرة والشجيرات في مدينة صحراوية حارة مثل الرياض سوف يحقق هدفين بيئيين:
أولهما: اعتراض أشعة الشمس قبل وصولها إلى المبنى وتظليل حوائطه الخارجية.
وثانيهما: أن هذا الحاجز الأخضر سيعمل بمثابة مرشح لتنقية الهواء من ذرات التراب والرمال التي تملأ الجو، خاصة أثناء العواصف الرملية التي تهب كثيرا في هذه المنطقة.
يخفف استخدام الزجاج المزدوج للنوافذ من حرارة الشمس وبالتالي يساهم في توفير الإضاءة الطبيعية طوال النهار من دون أن تنفذ الحرارة، كما يوفر أيضا عزلا جيدا للضوضاء الخارجية. أما استخدام المواد العازلة للحرارة في بناء الجدران الخارجية، وعزل مواسير المياه الساخنة فإنه يقلل من فقد الحرارة وبالتالي يساهم في ترشيد الطاقة.
لقد زاد الاهتمام مؤخرا بتطوير مساكن تستجيب للعوامل البيئية وتعتمد بشكل أقل على استهلاك الطاقة الحفرية. فالكثير من الهيئات والمنظمات العالمية ذات العلاقة تتنافس على تصميم وتنفيذ المساكن التي تستهلك أقل قدر من طاقة المدينة الكهربائية وأقل قدر من المياه أو تعتمد بشكل كامل على مصادر بديلة للطاقة.
والمسكن المسمى مسكن تورنتو الصحي في مدينة تورنتو الكندية، المدعوم من قبل نقابة الرهن والإسكان الكندية (CMHC ) ومن قبل بلدية تورنتو، أحد الأمثلة الحديثة للإبداع المعماري في تصميم وتنفيذ مساكن لا تعتمد على طاقة الشبكة الكهربائية أو شبكة مياه الشرب أو التصريف الصحي الخاصة بالمدينة.
المصدر
http://en.wikipedia.org/wiki/Sick_building_syndrome

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق